Saturday, April 20, 2013

ما هو الدعاء ؟


ما هو الدعاء ؟

الكثير من الناس يعتقد أن الدعاء هو شيء ثانوي او غير أساسي في الدين و العبادة، و يظن أن الدعاء هو أمرٌ يقام به في وقت الحاجة او في الأمور الصعبة المستعصية على طالبها و هذا معتقدٌ خاطئ لا شك.

يقول الرسول عليه الصلاة و السلام :

"الدُّعاءُ هو العبادةُ"

----------
الراوي:النعمان بن بشير و البراء بن عازب المحدث:الألباني
المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3407
خلاصة حكم المحدث: صحيح
----------

فإن كان الدعاء هو العبادة فلا عبادة دون دعاء و لا دعاء دون عبادة، لأنهما أمران متلازمان في المعنى، نجد بعض المسلمين يغلبهم الكسل فلا يتعلمون الكلمات التي يتقربون بها لربهم و يعبدونه بها، فهم يظنون أن الأمر متعلق فقط بالنية و ما تريد النفس، و أن الله يعلم ما تريد النفس فلا حاجة للقول و الطلب.

و لو كان الأمر هكذا لما قال سبحانه في كتابه المجيد "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" و لكن الله يحب أن يرى الإيمان في عباده بالطلب منه.

قال تعالى : "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" --- سورة غافر آية رقم ٦٠

ان الدعاء هو العبادة و من لا يدعو الله لا يعبده و من لا يعبد الله يكون بهذا مستكبرا غير طالب لرحمة الله و مغفرته و ان كان غير مدرك لهذا فهو واقع. فلا يطلب الا المحتاج و لا يتخلى الا من كان غنيا عن الطلب، و من تخلى عن الدعاء استغنا عن الله، و من استغنى عن الله استغنا الله عنه، و يمتّعه بستغناءه الى أجل مسمى و من ثم يرد إليه فقيرا.

من الممكن لكل مسلم ان يدعو ربه و يتقرب منه بشكل منتظم في اليوم الواحد بعبادته المفروضه عليه لو استشعر معاني سورة الفاتحة التي يقرأها على الأقل خمس مرات في اليوم الواحد، ففيها يحمد الله سبحانه و فيها ثناء عليه سبحانه و فيها تمجيد له سبحانه و فيها اخلاص له في العباده و فيها دعاء و طلب و توسل للهداية و السير على السراط المستقيم الذي انعم الله به على الانبياء و الصالحين من قبل و فيها استيعاذ به من الذين غضب عليهم بكفرهم و جحدهم للنعم و من ضل عن السبيل. فكم منا من يقرأها كل يوم ولا يخشع لمعانيها الكبيرة في الميزان ؟

في الواقع الدعاء فيه نوع من التكلُّف، فلا بد من تجاوز هذا التكلف بتصفية القلب من شوائب الكبر و التخلي، و يمكننا الإستفادة بما كان يدعو به سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، فذنوبنا تحتاج البعض من هذه الدرر التي نطلب بها العفو من الله العزيز الغفور، فما فرط من الوقت ليس بقليل في غفلة من الزمن.

فلا تحرم نفسك أيها القارء من فرصة تكاد أن تغير لك أقدارك لما هو خير و أنفع بذكر ما ورد عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أنه كان يدعو بهذا الدعاءِ : ( ربِّ اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنت أعلَمُ به مني . اللهم اغفِرْ لي خطاياي، وعمدي وجهلي وهَزلي، وكلُّ ذلك عِندي . اللهم اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ ) .----------
الراوي:أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6398
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
----------

حينما استلم ابو جعفر المنصور الخلافة، سأل جعفر الصادق وقال: 

حدثني عن دعاء تأثره عن آبائك الطاهرين؟ قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أحزنه أمر دعا بهذا الدعاء ، وكان يقول دعاء الفرج 

اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك علي ! أنت ثقتي ورجائي ، فكم من نعمة أنعمت بها علي ، قل لك بها شكري ، وكم من بلية ابتليتني قل لك بها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ؛ أسألك أن تصلي على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت ، وباركت ، وترحمت على إبراهيم ؛ إنك حميد مجيد ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة ، هب لي ما لا يضرك ، واغفر لي ما لا ينقصك ، يا إلهي أسألك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله


حديث حسن مرفوع

------------

قال عليه الصلاة والسلام لما سمِع رجلًا يقولُ: اللهمَّ إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفوًا أحدٌ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لقد سأل اللهَ باسمِه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دُعِي به أجاب.

المحدث: الالباني
حكمه : صحيح و هو على شرط الشيخين
------------

اللهم إني عبدك ، و ابن عبدك ، و ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همي

اللهم صل على محمد وآل محمد

طارق القائد