﷽
• الحمد لله الذي صرف الأمور بتدبيره، و عدل تركيب الخلق فأحسن في تصويره، و زين صورة الإنسان بحسن تقويمه و تقديره، و حرسه من الزيادة و النقصان في شكله و مقاديره، و فوّض تحسين الأخلاق الى اجتهاد العبد و تشميره، و استحثه على تهذيبها بتخويفه و تحذيره، و سهل على خواص عباده تهذيب الأخلاق بتوفيقه و تيسيره، و امتنَّ عليهم بتسهيل صعبه و عسيره، و الصلاة و السلام على محمد عبد الله و نبيه و حبيبه و صفيه و بشيره و نذيره، الذي كان يلوح أنوار النبوة من بين أساريره، و يستشرف حقيقة الحق من مخايله و تباشيره، و على آله و أصحابه الذين طهروا وجه الإسلام من ظلمة الكفر و دياجيره، و حسموا مادة الباطل فلم يتدنسوا بقليله ولا كثيره.
أما بعد: فالخلق الحسن صفة سيد المرسلين، و أفضل أعمال الصديقين، و هو على التحقيق شطر الدين، و ثمرة مجاهدة المتقين، و رياضة المتعبدين.
و الأخلاق السيّئة هي السموم القاتلة و المهلكات الدامغة و المخازي الفاضحة، و الرذائل الواضحة و الخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، و هي الأبواب المفتوحة الى نار الله تعالى الموقدة التي تطّلع على الأفئدة.
كما أن الأخلاق الجميلة هي الأبواب المفتوحة من القلب الى نعيم الجنان و جوار الرحمن، و الأخلاق الخبيثة أمراض القلوب و أسقام النفوس إلا أنه مرض يفوّت حياة الأبد، و أين منه المرض الذي لا يفوّت إلا حياة الجسد؟
و مهما اشتدت عناية الأطباء بضبط قوانين العلاج للأبدان و ليس في مرضها إلا فوت الحياة الفانية، فالعناية بضبط قوانين العلاج لأمراض القلوب و في مرضها فوت حياة باقية أولى، و هذا النوع من الطب واجب تعلمه على كل ذي لب؛ إذ لا يخلو قلب من القلوب عن أسقام لو أهملت تراكمت و ترادفت العلل و تظاهرت، فيحتاج العبد الى تأنق في معرفة علمها و أسبابها ثم الى تشمير في علاجها و إصلاحها، فمعالجها هو المراد بقوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا" [الشمس ٩] و إهمالها هو المراد بقوله: "وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" [الشمس ١٠]. {١}
قال ﷺ :
"إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"
و في رواية أخرى
"إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صالح الأخلاقِ" (٢)
فكيف يتم ما بُعِث اليه الرسول ﷺ ؟
• أن بعض من غلبت البطالة عليه استثقل المجاهدة و الرياضة و الاشتغال بتزكية النفس و تهذيب الأخلاق، فلم تسمح نفسه بأن يكون ذلك لقصوره و نقصه و خبث دخلته، فزعم أن الأخلاق لا يتصوّر تغييرها، فإن الطباع لا تتغير.
و استدل فيه بأمرين:
أحدهما: أن الخُلُق هو صورة الباطن كما أن الخَلْق هو صورة الظاهر. فالخلقة الظاهرة لا يقدر على تغييرها فالقصير لا يقدر أن يجعل نفسه طويلاً، و لا الطويل يقدر أن يجعل نفسه قصيراً، ولا القبيح يقدر على تحسين صورته، فكذلك القبح الباطن لا يمكن تغيره كالقبح الظاهر.
و الثاني: أنهم قالوا: حسن الخلق يقمع الشهوة و الغضب. و قد جرّبنا ذلك بطول المجاهدة و عرفنا ان ذلك من مقتضى المزاج و الطبع و ان الشهوة و الغضب أمور لا تنقطع على الآدمي مهما بلغ من الجهاد، فاشتغاله به تضييع زمان بغير فائدة. فإن الحل هو الصد عن كل ما يغضب الانسان و يستثير شهوته و هذا أمر مستحيل.
فنقول: لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا و المواعض و التأديبات، و لما قال رسول الله ﷺ: "حسنوا أخلاقكم" (٣)، و كيف ينكر هذا في الآدمي و تغيير خلق البهيمة ممكن؛ إذ ينقل البازي من الاستيحاش الى الأنس، و الكلب من شره الأكل الى التأدب و الإمساك و التخلية، و الفرس من الجماح الى السلاسة و الانقياد. و كل ذلك تغيير للأخلاق. {٤}
فبعد ما تم برهان قبول الأخلاق للتغيير فإن اكتساب الخلق الحسن و الإعتدال عن سوء الخلق و قوة الغضب و الشهوة لها أسباب، و هذه الأسباب صنّفت على وجهين :
١- جود إلهي و كمال فطري.
٢- اكتساب الأخلاق بالمجاهدة و الرياضة. (٥)
أما • الوجه الأول: جود إلهي و كمال فطري، بحيث يخلق الإنسان و يولد كامل العقل حسن الخلق قد كفي سلطان الشهوة و الغضب، بل خُلِقَتا مُعْتَدِلَتين منقادتين للعقل و الشرع، فيصير عالماً بغير تعليم و مؤدبا بغير تأديب، كعيسى ابن مريم، و يحيى بن زكريا عليهما السلام، و كذا سائر الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين. ولا يبعد أن يكون في الطبع و الفطرة ما ينال بالاكتساب، فرب صبي خُلِق صادق اللهجة سخياً جرياً، و ربما يخلق بخلافه، فيحصل ذلك بالاعتياد و مخالطة المُتَخَلِّقين بهذه الأخلاق، و ربما يحصل بالتعلم.
الوجه الثاني: اكتساب هذه الأخلاق بالمجاهدة و الرياضة، و أعني به حمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب. فمن أراد مثلا أن يحصل لنفسه خلق الجود فطريقه: أن يتكلّف تعاطي فعل الجواد و هو بذل المال، فلا يزال يطالب نفسه و يواظب عليه تكلفاً مجاهداً نفسه فيه حتى يصير ذلك طبعا له و يتيسر عليه فيصير به جواداً، وكذلك من أراد أن يحصل لنفسه خلق التواضع و قد غلب عليه الكبر فطريقه: أن يواظب على أفعال المتواضعين مدة مديدة و هو فيها مجاهد نفسه و متكلّف الى أن يصير ذلك خلقاً له و طبعاً فيتيسر عليه. {٦}
و كذلك يفعل في كل خلق يطلبه لنفسه تكريما لها، و لكن يصعب على المرء أحيانا كشف ما ذم من خلقه و ما ساء من أطباعه، فهل من منهج يبيّن للإنسان ما خفي عليه من عيوبه ؟
• اعلم: أن الله عز و جل إذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج، و لكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم؛ يرى أحدهم القذى في عين أخيه و لا يرى الجذع في عين نفسه. فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق:
الطريق الأول:
أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس مطلع على خفايا الآفات، و يحكّمه في نفسه و يتبع إشاراته في مجاهدته.
و هذا شأن المريد مع شيخه و التلميذ مع أستاذه، فيعرّفه أستاذه و شيخه عيوب نفسه و يعرفه طريق علاجه. و هذا قد عز في الزمان وجوده.
الطريق الثاني:
أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً، فينصّبه رقيباً على نفسه ليلاحظ أحواله و أفعاله، فما كره من أخلاقه و أفعاله و عيوبه الباطنة و الظاهرة ينبهه عليه، فهكذا كان يفعل الأكياس و الأكابر من أئمة الدين.
كان عمر رضي الله عنه يقول: "رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي."
الطريق الثالث:
أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه عين السخط تبدي المساويا.
و لعل انتفاع الإنسان بعدوٍّ مشاحن يذكره عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يثني عليه و يمدحه و يخفي عنه عيوبه، إلا أن الطبع مجبول على العدوّ و حمل ما يقوله على الحسد، و لكن البصير لا يخلو عن الانتفاع بقول أعدائه؛ فأن مساويه لا بدّ و أن تنتشر على ألسنتهم.
الطريق الرابع:
أن يخالط الناس فكل ما رآه مذموماً فيما بين الخلق فليطالب نفسه به و ينسبها إليه، فإن المؤمن مرآة المؤمن، فيرى من عيوب غيره عيوب نفسه، و يعلم أن الطباع متقاربة في اتباع الهوى.
فما يتّصف به واحد من الأقران لا ينفك القرن الآخر عن أصله أو عن أعظم منه أو عن شيء منه، فليتفقد نفسه و يطهرها من كل ما يذمه من غيره و ناهيك بهذا تأديباً، فلو ترك الناس كلهم ما يكرهونه من غيرهم لاستغنوا عن المؤدِّب. {٧}
ان هلاك ابن آدم لا يكون الا من اتّباع شريعة الهوى، فمن لم يكافح نفسه و هواه فقد عصى، و من تبع الله و رسوله فقد سار على درب الهدى، و فيه قد نجا.
قال تعالى: "إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى." [طه١٥-١٦]
و قال سبحانه: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى." [النازعات٤٠-٤١]
و إن كانت للعيوب و المساوئ دلالات و منهج يوضحها، فإن للفلاح آيات كريمات مبشرات لأهلها، قال تعالى في تعريف المفلحين المؤمنين:
"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ." [المؤمنون١-١١].
هذا الفلاح و هذا الصلاح هو غاية و مطلب العباد في هذه الحياة، و لكل مطلب ثمن يقدمه الطالب لمطلبه، و ثمن الصلاح هو الجهاد و الصبر عليه حتى يُنال، فما من عبد الا و يُفتن ليُختبر في صبره و إيمانه، قال تعالى:
"الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ." [العنكبوت١-٣]
و ما المجد الا الفوز بالآخرة و اتّقاء النار.
قال أبو تمّام الشاعر العباسي حبيب بن أوس الطائي:
لا تحسبنّ المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
فلا نهمل العيوب التي فينا فتكبر، ولا نهمل تربية أبناؤنا فهم الأمانة التي نسأل عنها يوم الدين، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا" [التحريم٦] فقلوب الصبيان جوهرة نفسية ساذجة خالية عن كل نقش و صورة، قابلة لكل ما ينقشه والديه فيها، و هو مائل الى كل ما يمال به إليه، قال رسول الله ﷺ : "ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }" (٨)
فلا بد من رفع السد و الحجاب الذي بينك و بين الحق، فإن حرمان الخلق من الحق سببه تراكم الحجب و وقوع السد على الطريق، قال تعالى: "وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ" [يس٩].
و السد بين طالب الحق و الحق له أربعة أطراف:
المال و الجاه و التقليد و المعصية (٩)
و إنما يرفع حجاب المال بالخروج عن سيطرة المال عليه، و لا يتحقق ذلك الا بالإنفاق لوجه الله تعالى و شكره بما هو عليه من نعمة بصدقة تقدمها يمينه لا تعلم عنها شماله.
و يرفع حجاب الجاه بالبعد عن موضع الجاه بالتواضع، و يرفع حجاب التقليد بأن يترك التعصب للمذاهب، و أن يصدق بمعنى قوله "لا إله إلا الله محمد رسول الله" تصديق إيمان، فلا يكون له هدف يطغي على هذا المعنى و المراد منه.
و أما المعصية فهي حجاب لا يرفعه إلا التوبة و الخروج من المظالم، و تصميم العزم على ترك العودة لها و تحقيق الندم على ما مضى.
أسأل الله العلي القدير، الكبير العزيز، ان يهدينا لأحسن الخلق، و أجمل الأعمال، و أطيب القول
و أصلي على سيدي رسول الله و على آله الطيّبين الطاهرين و أسلم التسليم الكثير
و الحمد لله رب العالمين
طارق القائد
ملاحظة :
الإقتباس يكون من علامة النقطة • الى علامة القوسين و الرقم {#}
المراجع :
{١} مقتبس من احياء علوم الدين جزء من مقدمة كتاب رياضة النفس - ابو حامد الغزالي.
(٢) الراوي:أبو هريرة
المحدث:الألباني
المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 45
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(٣) حديث "حسنوا اخلاقكم" أخرجه ابو بكر بن لال في مكارم الأخلاق من حديث معاذ "يا معاذ حسن خلقك للناس" منقطع و رجاله ثقات.
و ان كان هذا الحديث لا يستدل به لإنقطاعه فإن الرسول ﷺ أمر اهله من قريش و ابنته فاطمة رضي الله عنها بإنقاذ انفسهم من النار ، فكيف ينقذ المرء نفسه دون ان يملك القرار بتغيير اعماله من البطلان الى الصلاح ؟
قال ﷺ : يا مَعْشَرَ قريشٍ ! أَنْقِذُوا أنفسَكم من النارِ ، فإني لا أملكُ لكم من اللهِ ضَرًّا ولا نفعًا ، يا مَعْشَرَ بني عبدِ منافٍ ! أَنْقِذُوا أنفسَكم من النارِ ؛ فإني لا أملكُ لكم من اللهِ ضَرًّا ولا نفعًا ، يا مَعْشَرَ بني عبدِ المُطَّلِبِ ! أَنْقِذُوا أنفسَكم من النارِ ؛ فإني لا أملكُ لكم من اللهِ ضَرًّا ولا نفعًا ، يا فاطمةُ بنتَ مُحَمَّدٍ ! أَنْقِذِي نفسَكِ من النارِ ؛ فإني لا أملكُ لكِ ضَرًّا ولا نفعًا ، إنَّ لكِ رَحِمًا ، وسَأَبُلُّها ببَلَالِها
الراوي: أبو هريرة
المحدث:الألباني
المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7983
خلاصة حكم المحدث: صحيح
{٤} اقتباس بتصرف من احياء علوم الدين كتاب رياضة النفس من بيان قبول الأخلاق للتغيير بطريق الرياضة - ابو حامد الغزالي
(٥) هذين التصنيفين من ابداع الإمام ابو حامد الغزالي رحمه الله.
{٦} مقتبس من احياء علوم الدين كتاب رياضة النفس من بيان السبب الذي ينال حسن الخلق على الجملة - ابو حامد الغزالي.
{٧} مقتبس من احياء علوم الدين كتاب رياضة النفس من بيان الطريق الذي يعرف به الإنسان عيوب نفسه، مع اختصار الطريق الثاني و الاكتفاء بمثل عمر رضي الله عنه - ابو حامد الغزالي.
(٨) الراوي: أبو هريرة
المحدث:البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4775
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(٩) تصنيف الإمام ابو حامد الغزالي رحمه الله.