﷽
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. (الفاتحة)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا. قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا. وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا. مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا. (الكهف ١-٥)
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك. سبحانك نعوذ بك ولا بأحد سواك. اللهم و لا تجعلنا في من يعلم الحق فيصد وجهه عنه فيحل عليه غضبك، و لا تجعلنا في من يجهلك فيضل عن الحق فتحل له نارك. اللهم اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذي أنعمت به على الأنبياء و المرسلين و أتباعهم الصالحين.
اللهم إنّي أسألك توبةً صادقةً كتوبة أبينا آدم و أُمّنا حواء عليهم السلام إذ " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (الأعراف ٢٣) فتبت سبحانك عليهم إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم و احفظنا حفظك لأبينا نوح عليه السلام و انصرنا نصرك له على الكافرين إذ " قَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا . إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا. رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا." (نوح ٢٦-٢٨) فما كان بعد دعاءه إلا أن أغرقت كل فاجر كافر متكبر، و أنجيت نبيّك و عبادك الصالحين.
فسبحان من خرَّ لهيبة ملكه كل جبّار متين.
اللهم إني أسألك سؤال خليلك المقرّب، سؤال سيّدنا إبراهيم عليه السلام "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. (البقرة ١٢٧-١٢٨) سبحانك فما بنعمة أنعمت بها علينا أعظم و أشرف من نعمة الإسلام، و ما من دعوة أبر من دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام، فنسألك اللهم لنا و لذرياتنا ما سأللك به الخليل عليه السلام. إنك أنت السلام و منك السلام فحيّنا برنا بالسلام.
اللهم إني أسألك صبر عبدك أيوب عليه السلام في البلاء و الإمتحان، فقد أبتلي بضر و سقم عظيم في جسده، و فقد أهله و ماله و ولده فصبر و احتسب، حتى اذ قال" أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " (الانبياء ٨٣) فاستجبت له، و كشفت ما به من ضر، و آتيته أهله و مثلهم معهم رحمة من عندك و ذكرى للعابدين.
اللهم إني معترف بذنبي و لا غافر إلا انت العزيز الغفّار، سبحانك اغفرلي مغفرة من عندك كمغفرتك لعبدك يونس عليه السلام اذ ندم على مخالفة أمرك " فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " (الانبياء ٨٧) فاستجبت له و نجيته من الغم و كذلك تنجي المؤمنين، انك انت غفور رحيم.
اللهم اهدني لأفضل الهدي، و ثبت قلبي على دينك و أشرحه، و أعنّي على إجتناب الفتن و المعاصي و أعني على ما كلّفتني به من الدعوة لك، و أيّدني بما أيّدت به نبيّك موسى عليه السلام اذ " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي " (طه ٢٥-٢٨) فما كان موسى و بنو إسرائيل بناجين من فرعون إلا بك، لا حول و لا قوة إلا بك.
اللهم إني لا أحصي نعمتك علي، و لا أحصي ثناءا عليك، أسألك بما سألك به سليمان عليه السلام اذ استشعر نعمتك فقال " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ " (النمل ١٩). فما كنت لأهتدي لولا اذ هديتني برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم و لا تحرمنا من قرة أعينن لنا، ذرية صالحة تكون لنا عملا غير منقطع بعد مماتنا، فأنّك أنت الوهاب الرزاق، زرقت عبدك زكريا و قد بلغ من الكبر عتيا حين دعاك " رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ " (آل عمران ٣٨)
اللهم إني أدعوك بما دعاك به سيّدنا محمد ﷺ و أعوذ بك مما تعوذ منه سيدنا محمد ﷺ و كان أكثر دعاءه ﷺ" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " (البقرة ٢٠١)
قال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. (الأحزاب ٥٦)
اللهم صلي على محمد و على آل محمد و سلم تسليما
No comments:
Post a Comment